السيرة النبوية

نظرة خاطفة على الروايات الواردة في تعيين تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم 

          الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد :
فإن من أكبر نعم الله سبحانه وتعالى وأعظم امتنانه على البشرية قدوم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في العالم وبعثته لهدايتها, ويوم ولادته أزهرالأيام التي طلعت عليها الشمس , وهو يوم الخلاص للإنسانية من العنف والوحشة والذعر والفوضى والظلم والتعدي, وهذه الساعة السعيدة قدلاحت للباحث عن درة التوحيد مبيضة السحر للحصول على الأمنية الكريمة.
إن شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  العظيمة الشريفة قدنورت عالم الظلمة والضلالة بالنورالتام , وعلمت الدنيا المبادئ التوجيهية للأمن والسلام والثقافة الصحيحة والأخلاق الكريمة , ورفعت الإنسانية من الثرى إلى الثريا. ومن كان خبيراً في ازدحام الأفكار الباطلة والمتورطين في لعائن الشرك وعبادة الأوثان من العرب بأن المولود من بطن السيدة آمنة بنت عبدالمطلب  سيكون أفضل الناس وسراجاً منيراً للعالم كله ؟ فبهذاالسبب الأساسي لم يحتفظ بالتاريخ الصحيح ميلاده , واختلف جمع من العلماء في تعيينه .
والضروري من الذكر هنا بأن العناية بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم من الأمور التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى ولارسوله  صلى الله عليه وسلم  ولم يهتم به الصحابة رضي الله عنهم,فالتحاق التضجروالاحتيار بالعلماءالمحققين بهذاالموضوع أمربديهي .  وقد جاءت روايات عديدة مختلفة تتناقض بعضها مع بعض في تعيين التاريخ الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أسباب تناقض الروايات في ميلاده :

إن أسباب تناقض الروايات في الميلاد واختلافها عديدة نذكرأهمها بغاية من الإيجاز:
الأول : إن من أهم أسباب تناقض الروايات هو الثقة على الروايات الضعيفة و الموضوعة وغيرها .
الثاني : شوب الروايات الواهية بالروايات التاريخية التي تسببت تناقض تاريخ القرن الأول وماقبلها .
الثالث : لم يهتم النبي  صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عـنهم بهذااليوم ولم يعينوه فلم ينقل إليناالتعيين :
الرابع : من آفة المؤرخين دون المحدثين ضعف التفحص وقلة التمحيص فيذكرون ما ينقل إليهم من غيراعتبار الروايات صحة إو ضعفاً .
الخامس : في البداية كانت الشهور والسنون تقدر بواقعة خاصة ذات أهمية كبيرة أو معروفة لدى الناس , فالتقدير مع مرورالسنين مشكل جداً وخاصة تزدادالمشاكل إذالم تكن الواقعة الموحلة إليها معينة أو تكون تخمينية .
السادس : من أكبرالتعقيدات في تعيين التاريخ الصحيح إعدادالرواة للأيام المذكورة بين الفيل والميلاد ,فمنهم من قال : " بين الفيل والميلاد خمسون يوما" ومنهم من قال:" خمس وخمسون" وقيل :" أربعون " وقيل:"شهر"
السابع : قدترسم الملامح على تعيين التاريخ زيادة الشهور القمرية ونقصها , لأن بعض شهورهايحتوي على تسع وعشرين يوماً وبعضهاالآخر على الثلاثين .

الروايات الواردة في الميلاد :
      والآن نحن في هذه العجالة نلقي نظرة خاطفة على الروايات المختلفة في ميلاد النبي  صلى الله عليه وسلمونسعى بتقديم الروايات ما وقفنا عليها أثناء البحث , ولانبالي أن نقول : إن تساقط بعض الروايات أوبعض الدلائل من العناصراللازمة للبحث و التحقيق , وإن سلسلة البحث والتحقيق تستمرفي كل العصور فتفتح خبايا جديدة لشتى المسائل :
(1) جاءت رواية تقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلمولد في اليوم الأول من شهرربيع الأول : ذكره محمدبن محمد بن منهد ( م 855هـ ) بلاأصل (راجع : اتحاف الورى صــ 47) .
(2) وقبل:ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول:ذكره ابن سعد( الطبقات الكبرى 1/101) وابن سيدالناس (عيون الأثر1/79 بصيغة التمريض) وابن كثيرعن ابن عبدالبر(البداية 2/260)واليعقوبي (تاريخه 2/7)وابن الجوزي (المنتظم2/245) والزرقاني عن المغلطائي (شرح المواهب1/131) نسبه ابن عبدالبر إلى الجمهور, وفي إسناده أبومعشرنجيح المدني وقدضعفه جمع من العلماء كأبي داؤد والدارقطني وغيرهما. (راجع : تهذيب التهذيب10/419 رقم758) .  
(3) وقيل : ولد لثمان خلت من ربيع الأول: ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب (1/31) وابن سيدالناس عن الخوارزمي (عيون الأثر1/81) ونقل ابن عبدالبرعن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ورجحه الحافظ أبوالخطاب بن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشيرالنذير" وذكرابن حجر الهيثمي إجماع أهل التاريخ عليه (شرحه على متن الهمزية صــ 26) وقدحدده المسعودي م 346 هـ (مروج الذهب 1/562) وقد إدعى القسطلاني بأنه قول أكثرأهل الحديث (المواهب اللدنية 1/140-141) وقدذكراليعقوبي يوم الثلاثاءمع ثمان من ربيع الأول (تاريخه2/7) وهوقول باطل بالنص الصريح .  
(4)   وقيل : ولدلعشرليال خلت من ربيع الأول : وهي رواية الواقدي ذكرهاابن الوردي في تاريخه (صـ 128)وابن كثير عن ابن دحية وابن عساكر (البداية2/260) وذكرها أيضاً ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/100) من طريق محمدبن عمربن واقدالأسلمي وهومتروك , وفي سنده إسحاق بن أبي فروة وهو متروك أيضاُ, وابوبكر بن عبدالله متهم بالوضع (راجع : التقريب رقم 7973).
(5) وقيل : ولدلأحدعشرخلت من ربيع الأول : ذكره ابن الجوزي بدون واسطة( المنتظم 2/245) .
(6)  وقيل : لثمانية عشرليلا خلت من ربيع الأول : وهو القول المشهورللجمهور كمانقله ابن كثير(البداية2/260) وقدنقله أيضاً محمد حسين هيكل عن ابن إسحاق وقال : وهواختيارأهل الحديث ( حياة محمد صلى الله عليه وسلم صـ 109) .
(7)  وقيل : ولد لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان : قاله ابن الكلبي ( كما في فتح الباري7/164) وبه جزم زبير بن بكار, وقال ابن حجر: وهوشاذ ( المصدر السابق) .
      وعن مسيب بن شريك عن شعيب بن شعيب عن أبيه عن جده : " حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عاشوراء المحرم , وولد يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل ( راجع ابن عساكر / تاريخ دمشق رقم 81, والبداية والنهاية 2/261 ,  وقال الذهبي : هذا حديث ساقط  ( السيرة النبوية صـ 25) وقال ابن كثير : "غريب" .
(8) وقيل : ولدقبل الفيل بخمس عشرة سنة : وهو ما يروى عن الكلبي عن أبي صالح باذام عن ابن عباس . و"الكلبي" قال فيه الذهبي : "هو متهم ساقط" ( السيرة النبوية صـ 25)
(9) وقيل : بين الفيل  ومولده صلى الله عليه وسلم عشرسنين : رواه اليعقوب العتمي عن جعفر ابن أبي المغيرة عن ابن أبزى , وقال الذهبي : "هذا قول منقطع" ( السيرة النبوية صـ 25) .
(10) وقيل : ولد في شهرمحرم الحرام: ذكره هيكل بلاواسطة (حياة محمدصلى الله عليه وسلم  صـ 109 ) .
(11) وقيل ولد في صفر : ذكره القسطلاني ( المواهب 1/140) وهيكل ( حياة محمد صلى الله عليه وسلم  صـ 109) بدون واسطة .
(12) وقيل : ولد في رجب : ذكره أيضاً محمد حسين هيكل بدون واسطة (حياة محمد صلى الله عليه وسلم  صـ 109 ) .
(13) وقيل : ولد في ربيع الآخر : ذكره القسطلاني بلفظ التمريض وبلاأصل ( المواهب 1/140).
(14) وقيل ولد يوم الفيل : وقد وردت رواية عن طريق حجاج بن محمد عن عبد الله بن عباس , قال : ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفيل (أنظر المستدرك للحاكم 2/603 , والسيرة النبوية للذهبي صـ 22) وقد ضعفها الذهبي (مختصرالمستدرك 2/1057) وقد فسر ابن سعد" يوم الفيل " بـ"عام الفيل" (الطبقات 1/101) , وتؤيده الرواية في المستدرك (2/603) من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني وفيه "عام الفيل " والرواية الأخرى الصحيحة كثيرة تخالف الرواية بيوم الفيل .
(15) وقيل: ولد لسبعة عشر من ربيع الأول . رواه ابن دحية عن بعض الشيعة (البداية 2/260) .
(16) وقيل : ولد في أول الإثنين من ربيع الأول : ذكره ابن عبد البر (الاستيعاب 1/30) وابن سيد الناس بلفظ التمريض (عيون الأثر1/79) ونظرا إلى هذه الرواية يحتمل الميلاد من بداية ربيع الأول إلى سبعة منه .
(17) وقيل : ولد لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول : وإن أغلبية الآراء لأهل التاريخ على أن النبي صلى الله عليه وسلم  ولد في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول كابن إسحاق ( السيرة النبوية لابن هشام 1/158) وأبي حاتم ابن حبان ( الثقات 1/14-15) وابن خلدون ( تاريخه2/394) وابن سيد الناس المتوفى سنة 734هـ ( عيون الأثر1/79) .
      وقد روي من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق , قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهرربيع الأول ( أنظر: دلائل النبوة للبيهقي 1/74, ومستدرك الحاكم 2/603, وتاريخ الأمم والملوك للطبري2/125) وفيه سلمة بن الفضل الأبرش , قال الحافظ : "صدوق كثير الخطأ". ( التقريب رقم 2505) .
    وعن زبير بن بكار عن معروف بن خربوذ وغيره من أهل العلم قالوا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم  عام الفيل , وسميت قريش" آل الله " وعظمت في العرب . ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول ( السيرة النبوية للذهبي صـ 25) ومعروف بن خربوذ متكلم فيه (أنظر : معجم أسامي الرواة 4/159) , وذكر الذهبي أيضاً فيه قول أبي معشرنجيح ( السيرة النبوية صـ 27) وهو ضعيف بالاتفاق كما عرفت ( وراجع أيضاً : معجم أسامي الرواة 4/258) .
  وقد روي من طريق عثمان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس عند ابن أبي شيبة .قال  ابن كثير- رحمه الله- : "وقيل : لثنتى عشرة خلت منه ، نصَّ عليه ابن إسحاق ، ورواه ابن أبى شيبة في " مصنفه " عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا :" ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر ، وفيه مات  "وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم" . (راجعالسيرة النبوية : 1/199) في بعض النسخ : "الثاني عشر" وفي بعضها "الثامن عشر"والظاهر أن الصواب "الثاني عشر" على ما في سبل الهدى والرشاد بيد أن الحديث لايوجد في المصنف، وكذا أشار محقق البداية أنه لم يجده في المصنف.
فلوسلمنا بأن الأثر في المصنف، ففيه سقط , فعفان إنما يروي عن سليم بن حيان عن سعيد بن مينا، وعفان لا يدرك سعيد بن مينا , فينبغي أن يكون عن عفان عن سليم بن حيان عن سعيد بن مينا  , فإن كان كذلك، فهذا إسناد نظيف، على شرط البخاري، ولا أدري كيف يفوت أصحاب السير إسناد كهذا الإسناد أحسن من كثير مما يذكروه في هذا الباب، فلو كان هذا الإسناد محفوظا لما خلا منه كتاب في السيرة، لا طبقات ابن سعد ولا تاريخ خليفة ولا مقدمة ثقات ابن حبان ولا غيرهم.
ولو كان كذلك فلا أخاله كان يفوت الذهبي رحمه الله ذكره في تاريخه، وهو لم يذكره.
ولقد يوجد فيها إشكال ظاهر, فقد ذكر فيها يوم الإسراء, بأنه كان بيوم الإثنين مع أن بعض أهل التحقيق قد صرحوا بوقوعه بيوم الأربعاء كما بينه العلامة المنصورفوري (أنظر:الرحمة المهداة صـ 333 ) وجدير بالذكر هناك بأنه لاتوجد رواية صحيحة صريحة في تعيين التأريخ ليوم الإسراء, فقرر كثير من العلماء والباحثين بأنه غيرمعلوم . والله أعلم بالصواب .
وليعلم أن الروايات في الثاني عشر من ربيع الأول كلها مخدوشة مع أنه اعتمد جمع من العلماء على رواية ابن إسحاق لأنه أوثق الروايات ( راجع : موسوعة نظرة النعيم 1/195) , وقال الشيخ محمد أبوزهرة إن الجمهرة العظمى من علماء الرواية أن مولده عليه الصلاة والسلام في ربيع الأول من عام الفيل في ليلة الثاني عشرمنه وذاك لأن الفيل وجيشه ساروا مكة في المحرم وولد النبي صلى الله عليه وسلم  بعد مقدم الفيل بخمسين يوماً, وبذلك جمع الأكثرونعلى أنه ولدبعد مساورة جيش أبرهة بخمسين يوماً (راجع : خاتم النبيين صـ 115-116) وقال الغزالي : أغلب الروايات تتجه إلى أن ذلك كان عام هجوم الأجياش على مكة سنة 570 م في الثاني عشر من ربيع الأول ( فقه السيرة صـ 58) .


التباس بعض أهل السير :

إن بعض أهل السير لم يأخذواطريق الاحتياط والتحقيق عند ذكر الرواية عن ابن عباس وجابر رضي الله عنهما , ما رواها الإمام أحمد والطبراني في الكبير, فيوهم القاري بأن الثاني عشر من ربيع الأول هو التاريخ الصحيح لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ووهوموافق بالروايات الصحيحة (كما ذكرها الدكتورمحمد لقمان السلفي حفظه الله ورعاه في الصادق الأمين ص/117 وعزاها (في الحواشي)  إلى المسند1/277 والمعجم الكبير للطبراني رقم / 12984 وقال "حسن").  والرواية في المسندعن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ :" قال ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبىء يوم الاثنين وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين" ،وفي رواية الطبراني ذكر "يوم البدر" ونزول الآية   {الیوم اکملت لکم دینکم} في يوم الإثنين بدون ذكر "يوم النبوة".
وقد يلاحظ فيها بأمور  :
1- فيها ذكر يوم الميلاد ما يوافق الرواية الصحيحة عند مسلم في صحيحه
(رقم /1162 ) عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيامه بيوم الإثنين فقال : " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ - وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيه ِ - ".
2 – فيها بيان يوم الإثنين دون تعيين الشهر والتأريخ , مع أن تعيين الشهر(ربيع الأول)  دون تحديدالتأريخ  ثابت في الرواية الأخرى الصحيحة .
3- في رواية الطبراني ذكرنزول الآية :{الیوم اکملت لکم دینکم  ۔۔} بأنها نزلت يوم الإثنين وهذا خلاف ما ثبت في الصحيحين بأنها نزلت في حجة الوداع يوم عرفة المصادف يوم الجمعة (فليراجع: صحیح بخاری: کتاب التفسیر،باب نفسیرسورۃ المائدہ:رقم/4649 ، و : اسباب النزول للواحدی /صـ99 رقم 381،382 ط : دارالکتب العلمیۃ 1421 ھ اورالصادق الامین :صـ / 769  والكتب الأخرى حول السيرة والأحاديث) ۔
4-  وفيه ذكريوم المعركة الأولى بين المسليمن والكفار, وهذا أيضاً خلاف للرواية الصحيحة الصريحة بأنها كانت في 17/ رمضان المبارك العام الثاني من الهجرة النبوية  بيوم الجمعة . (راجع : الصادق الامین :ص/380  ، روضۃ الانوارفی سیرۃ سیدالمختارللشیخ صفی الرحمن المبارکفوری : ص/174 ) ۔
5- وقد صححها العلامة أحمد شاكر (رقم/2506) وذكرها الهيثمي في المجمع  وقال  :"وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح "(مجمع الزوا‏ئد :1/196) ۔ وذكرهاالإمام ابن كثير في تأريخه (2/159 – 260) وجعلها من متفردات الإمام أحمد ۔
(18) وقيل : ولد في اليوم التاسع من ربيع الأول : إنها لم تذكررواية موثقة في اليوم التاسع من ربيع الأول  ولكن رجحه المحققون وفق تحقيقهم ودراساتهم وأكثرهم يعتمدون على دراسة محمود باشا الفلكي , كما ذكره خضري بك في تاريخ  الأمم الإسلامية (1/62) , واعتمد عليه أيضاً المحققون من علماء الهند كالعلامة شبلي النعماني (سيرة النبي 1/115) والسيد سليمان المنصورفوري( رحمة للعالمين 1/40)  والشيخ صفي الرحمن المباركفوري
 (الرحيق المختوم ) رحمهم الله  نقلاً عن " تاريخ دول الإسلام " .
وإن استدلالات الفلكي ممتدة على الصفحات الكثيرة وقد أثبت فيها بأنه صلى الله عليه وسلم  ولد في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل المصادف الثاني عشر من نيسان ( أبريل) سنة 571 الميلادية .
وإذا نظرنا إلى الأقوال والروايات المذكورة في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وجدنامنها أربعة لها أهمية تذكر وهي :
 1 – رأي أكثرأهل الحديث : وهو اليوم الثامن من شهرربيع الأول .
 2 – واختيارالجمهور: وهوالثامن عشر من شهر ربيع الأول .
 3 – أشهر الأقوال  : وهو الثاني عشر من ربيع الأول .
 4 – ودراسة العلماء الفلكيين يوضح  بأنه : هو التاسع من ربيع الأول .
ومن هذه الأقوال الأربعة إثنان مافيهما اختلاف شديد في العصر الحاضرفي ترجيح بعضهما على الآخر, وهما اليوم الثاني عشر واليوم التاسع  من ربيع الأول , وأما القول بالثامن من ربيع الأول  فهو يلحق بالتاسع لوجود الفرق اليسير في إعداد الشهور والسنين .
وأما الروايات عن الثاني عشر من ربيع الأول فإن كانت كثيرة ولكن كلها غيرموثوقة لايحتج بها .
وأما قول المحققين بالتاسع من ربيع الأول وإن لم ترد به رواية تستحق بالذكر فهل يعتمد على تحقيق العلماء المحققين ودراساتهم  ؟ علماً بأنه يمكن الخطأ في إعداد الشهور والسنين وخاصة في تقويم الشهور القمرية , لأنهاتزداد وتنقص غيرمعينة لذا القول بها بالقطع محل للنظر والتأني  , نعم , إذا لم يقم دليل صحيح قاطع على أي مسئلة  فدراسات الباحثين تقرب إلى الحق والصواب , والله أعلم وعلمه أتم.وهو المسئول أن يهدينا إلى سواء السبيل وصلى على خير خلقه وسلم.

*********

هناك تعليقان (2):

Safat Alam Taimi يقول...

جزاكم الله خيرا شيخ عبد العليم على هذا الجهد الرائع وأرجو أن تستمر المشاركة حتى نطلع على المزيد منكم

ABDU ALEEM يقول...

جزاك الله خيراوأثابك ياشيخ صفات